فصل: قال ابن خالويه:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فصل في حجة القراءات في السورة الكريمة:

.قال ابن خالويه:

ومن سورة الأحزاب:
قوله تعالى: {بما تعملون خبيرا} يقرأبالياء والتاء فالحجة لمن قرأه بالياء أنه أتبع آخر الكلام أوله ودليله قوله: {ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان بما يعملون خبيرا} والحجة لمن قرأه بالتاء أنه جعله خطابا من الرسول عليه السلام لهم في حال الحضور.
قوله تعالى: {اللائي} يقرأبهمزة مكسورة من غير ياء وبكسرة الياء من غير همز ولا إتمام ياء وبهمزة مكسورة ممدودة وهذه كلها لغات في جمع التي فالحجة لن همز وكسر من غير ياء أنه أجتزا بالهمزة من الياء والحجة لمن كسر من غير همز ولا ياء أنه خفف الاسم وجمع بين ساكنين وسهل ذلك عليه أن الأول حرف مد ولين فالمد الذي فيه يقوم مقام الحركة والحجة لمن همز ومد أنه أتى بالكلمة على أصل ما وجب لها.
قوله تعالى: {تظاهرون} يقرأبإثبات الألف وتشديد الظاء وبالتخفيف مع فتح التاء وضمها وبحذف الألف وتشديد الظاء فالحجة لمن شدد أنه أراد تتظاهرون فأسكن التاء الثانية وإدغمها في الظاء فشدد لذلك والحجة لمن خفف وضم التاء أنه أخذه من ظاهر ثم تظاهرون ولمن فتح أنه أراد تتظاهرون فأسقط إحدى التاءين وقد ذكر الخلف في أيهما الساقط والحجة لمن حذف الألف وشدد الظاء أنه أخذه من تظهر ثم تتظهرون فأسكن التاء وادغمها في الظاء فشددها وبقيت.
الهاء على ما كانت عليه من التشديد ومعناه أن الرجل كان في الجاهلية إذا قال لامرأته أنت علي كظهر أمي حرمت عليه فجعل الله فيها على المسلم الكفارة.
قوله تعالى: {الظنونا} و{الرسولا} و{السبيلا} يقرأن بإثبات الألف وصلا ووقفا وبحذفها وصلا ووقفا وبإثباتها وقفا وطرحها وصلا فالحجة لمن أثبتها وصلا ووقفا أنه اتبع خط المصحف لأنها ثابتة في السواد وهي مع ذلك مشاكلة لما قبلها من رءوس الآي وهذه الألفات تسمى في رءوس أبيات الشعر قوافي وترنما وخروجا والحجة لمن طرحها أن هذه الألف إنما تثبت عوضا من التنوين في الوقف ولا تنوين مع الألف واللام في وصل ولا وقف والحجة لمن أثبتها وقفا وحذفها وصلا أنه اتبع الخط في الوقف وأخذ بمحض القياس في الوصل على ما أوجبته العربية فكان بذلك غير خارج من الوجهين.
قوله تعالى: {وكان الله بما تعملون بصيرا} يقرأبالياء والتاء على ما ذكرنا في أول السورة.
قوله تعالى: {لا مقام لكم} يقرا بضم الميم وفتحها وقد تقدم ذكر الأحتجاج عليه آنفا.
قوله تعالى: {لآتوها} يقرأ بالمد من الإعطاء وبالقصر من المجيء وقد ذكر فيما مضى.
قوله تعالى: {أسوة} يقرأ بكسر الهمز وضمها وهما لغتان كما قالوا رشوة ورشوة.
قوله تعالى: {يضاعف لها العذاب} يقرأبتشديد العين وفتحها وكسرها ويضاعف بالياء والنون وإثبات الألف والتخفيف فالحجة لمن قرأه بالياء والتشديد مع الفتح.
أنه جعله فعل ما لم يسم فاعله وحذف الألف لقوله: {ضعفين} ودليله قول العرب ضعفت لك الدرهم مثليه والحجة لمن قرأه بالنون والتشديد وكسر العين أنه جعله فعلا أخبر به عن الله تعالى كإخباره عن نفسه ونصب العذاب بوقوع الفعل عليه كما رفعه في الأول بما لم يسم فاعله والحجة لمن خفف وأثبت الألف مع الياء أنه أخذه من ضوعف يضاعف وهو فعل ما لم يسم فاعله والحجة لمن قرأه بالنون وإثبات الألف مع التخفيف أنه جعله من إخبار الله تعالى عن نفسه.
قوله تعالى: {وتعمل صالحا} يقرأبالتاء والياء فالتاء على المعنى لأنه اسم لمؤنث والياء للفظ من لأنه مذكر لفظا ومن تكون اسما لواحد وجمع ولمذكر ومؤنث.
قوله تعالى: {نؤتها أجرها} يقرأ بالنون والياء فالحجة لمن قرأه بالنون أنه جعله من إخبار الله تعالى عن نفسه والحجة لمن قرأه بالياء أنه جعله من إخبار رسوله عنه.
قوله تعالى: {وقرن في بيوتكن} يقرأ بكسر القاف وفتحها فالحجة لمن كسر أنه جعله من الوقار والحجة لمن فتح أنه جعله من الاستقرار.
قوله تعالى: {أن يكون لهم الخيرة} يقرأ بالياء والتاء وقد ذكر الوجه في ذلك آنفا.
قوله تعالى: {وخاتم النبيين} يقرأ بكسر التاء وفتحها فالحجة لمن كسر أنه أراد اسم الفاعل من قولك ختم النبيين فهو خاتمهم ودليله قراءة عبد الله وختم النبيين والحجة لمن فتح أنه أخذه من الخاتم الملبوس لأنه جمال وفيه أربع لغات خاتم وخاتم وخاتام وخيتام.
قوله تعالى: {من قبل أن تمسوهن} يقرأ بالتاء مضمومة وإثبات الألف وبفتح التاء وطرح الألف وقد ذكرت علله في البقرة مستقصاة.
قوله تعالى: {ترجي من تشاء} يقرأ بتحقيق الهمزة وإعراب الياء وبحذفه وإرسال الياء وقد ذكر.
قوله تعالى: {لا يحل لك النساء} إجماع القراء على الياء إلا ما روي عن أبي عمرو من التاء فيه يريد لا يحل لك شيء من النساء.
قوله تعالى: {غير ناظرين إناه} يقرأ بإشباع الضمة وإلحاقها واوا وباختلاس حركة الصنم فيها وقد مضى القول فيه مع أمثاله.
قوله تعالى: {إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا} يقرأ بالجمع ويجمع الجمع فالحجة لمن قرأه بالجمع أنه لما جاء بعده كبراء وهو جمع كبير وجب أن يكون الذي قبله سادة وهو جمع سيد ليوافق الجمع في المعنى والحجة لمن قرأه بجمع الجمع أن السادة كانوا فيهم أكبر من الكبراء فأبانوهم منهم بجمع يتميزون به عنهم.
قوله تعالى: {والعنهم لعنا كبيرا} بالثاء والباء وقد ذكرت علله في البقرة. اهـ.

.قال ابن زنجلة:

سورة الأحزاب:
ولا تطع الكفرين والمنفقين إن الله كان بما تعملون خبيرا إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا 2 و9.
قرأ أبو عمرو إن الله كان بما يعملون خبيرا وبما يعملون بصيرا بالياء جميعا وحجته أنه قرب من ذكر الكافرين والمنافقين في الحرف الأول فختم الآية بالخبر عنهم إذ كان ذلك في سياقه عنهم وحجته في الحرف الثاني أنه قرب من ذكر الجنود في قوله إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم فختم بالخبر عنهم إذ كان في سياقه.
وقرأ الباقون بالتاء جميعا وحجتهم في الحرف الأول أن افتتاح الآية جرى بلفظ المخاطبة للنبي صلى الله عليه ولا شك أن من بحضرته من المسلمين داخلون معه فيما أمر به من أمر الله ونهي عنه في هذه فهم حينئذ مخاطبون معه بما خوطب به من أمر الله ونهيه نظيرا قوله فأقم وجهك للدين حنيفا فخاطب خاصته في الظاهر ثم قال منيبين إليه فأخرج الحال عنه وعمن هو على شريعته فكذلك خاطبه في أول هذه الآية خاصة ثم ختمها بمخاطبته ومخاطبة من هو على سبيله إذ كانوا يشركون في الأمر والنهي وحجتهم في الحرف الثاني أن افتتاح الآية جرى بالمخاطبة للمؤمنين فقال يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فختموا الآية بما افتتح في أول الاية ليأتلف الكلام على سياق واحد.
وما جعل أزواجكم اللئي تظهرون منهن أمهتكم 4
قرأ أبو عمرو وورش عن نافع والبزي عن ابن كثير اللاي بغير مد ولا همز في كل القرآن وقرأ نافع والقواس عن ابن كثير اللاء مهموزا مقصورا وقرأ أهل الشام اللاء والكوفة اللائي بهمزة بعدها ياء ووزنها فاعل.
واعلم أن هذه الوجوه كلها جمع التي والعرب تجمع التي على اللاتي واللائي ثم يجمعون الجمع فيقولون اللواتي قال الراجز:
من اللواتي والتي واللاتي ** زعمن أني كبرت لداتي

فمن قرأ اللائي على وزن اللاعي فهو القياس على الأصل وهو جمع التي على غير اللفظ ومن قرأ اللاء على وزن اللاع فإنه اكتفى بالكسرة على الياء لأن الكسرة تنوب عن الياء قال الشاعر:
من اللاء لم يحججن يبغين حسبة ** ولكن ليقتلن البريء المغفلا

ومن ترك الهمز فإنما تركه للتخفيف وهذه لغات للعرب.
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو تظهرون بغير ألف وتشديد الظاء وقرأ حمزة الكسائي تظهرون بفتح التاء وتخفيف الظاء وقرأ ابن عامر تظاهرون بالألف والتشديد.
والمعنى في تظهرون وتظاهرون وتظاهرون واحد أصله كله من الظهر لأن الذي يتظهر من امرأته إنما قال لها أنت علي كظهر أمي فمن قرأ تظهرون فالأصل تتظهرون فأدغم التاء في الظاء وإدخال الألف وإخراجها سواء والعرب تقول ضعفت وضاعفت وعقبت وعاقبت.
وقرأ عاصم تظاهرون بالألف مضمومة التاء مثل تقاتلون جعله فعلا من اثنين من ظاهر من امرأته مظاهرة وظهارا وحجتهم قوله في مصدر ظاهر الظهار.
وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا 1.
قرأ نافع وابن عامر وأبو بكر وتظنون بالله الظنونا والرسولا والسبيلا بالألف في الوقف والوصل.
وقرأ ابن كثير والكسائي وحفص بالألف في الوقف وبغير الألف في الوصل وقرأ أبو عمرو وحمزة بغير الألف في الوصل والوقف حجة من أثبتهن في الوصل والوقف هي أن من العرب من يقف على المنصوب الذي فيه الألف واللام بألف فيقولون ضربت الرجلا وفي الخفض مررت بالرجلي وأخرى أنهن رءوس آيات فحسن إثبات الألف لأن راس آية في موضع سكت وقطع للفصل بينها وبين الآية التي بعدها وللتوفيق بين رءوس الآي قال الشاعر:
أقلي اللوم عاذل والعتابا

والحجة الثالث اتباع المصحف قال أبو عبيد رأيت في الذي يقال إنه الإمام مصحف عثمان الألف مثبتة في ثلاثتهن ومن حذف الألف في الوصل وأثبتها في الوقف قال جمعت قياس العربية في ألا تكون ألف في اسم فيه الألف واللام واتباع المصحف في إثبات الألف فاجتمع لي الأمران.
ومن حذف الألف في الوصل والوقف احتج بان التنوين لا يدخل مع الألف واللام فلما لم يدخل التنوين لم تدخل الألف لأن الألف مبدلة من التنوين قال اليزيدي وليس أحد يقول دخلت الدارا.
{ياأهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا} قرأ حفص لا مقام لكم أي إقامة لكم تقول أقمت في البلد مقاما وإقامة وهو المكث والمقام يحتمل أمرين يجوز أن يكون موضع إقامتكم وهذا أشبه لأنه في معنى من فتح فقال لا مقام لكم أي ليس لكم موضع تقومون فيه ويحتمل لا مقام لكم أي لا إقامة لكم.
وقرأ الباقون لا مقام لكم بالفتح المعنى لا مكان لكم تقومون فيه.
ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لأتوها 14
قرأ نافع وابن كثير ثم سئلوا الفتنة لأتوها بقصر الألف أي سئلوا فعل الفتنة لأتوها لفعلوها.
قال الزجاج قوله لأتوها أي لقصدوها.
وقرأ الباقون لآتوها بالمد أي لأعطوها أي لم يمتنعوا منها وحجتهم قوله ثم سئلوا الفتنة فالإعطاء مع السؤال حسن أي لو قيل لهم كونوا على المسلمين مع المشركين لفعلوا ذلك وقال الحسن لو دعوا إلى الشرك لأجابوا وأعطوها والفتنة الشرك.
لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة 21
قرأ عاصم أسوة حسنة بضم الألف حيث كان.
وقرأ الباقون بكسر الألف وهما لغتان ومعنى أسوة أي قدوة تقتدون بها حيث خرج بنفسه إلى قتال أعداء الله.
يضعف لها العذاب ضعفين 3.
قرأ أبو عمرو يضعف لها العذاب بالياء والتشديد العذاب رفع على ما لم يسم فاعله وكان أبو عمرو يقول إنما اخترت التشديد في هذا الحرف فقط لقوله ضعفين.
وقرأ ابن عامر وابن كثير نضعف بالنون وتشديد العين وكسرها الله عز وجل يخبر عن نفسه العذاب نصب لأنه مفعول به.
وقرأ نافع وأهل الكوفة يضاعف بالياء والألف العذاب بالرفع العرب تقول ضاعفت وضعفت لغتان.
ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما 31
قرأ حمزة والكسائي ويعمل صالحا يؤتها بالياء فيهما وقرأ الباقون بالتاء نؤتها بالنون وحجتهم في قوله تعمل بالتاء هي أن الفعل لما تقدمه قوله منكن أجروه بلفظ التأنيث لأن تأنيث منكن أقرب إليه من لفظ من وحجة من قرأ يعمل بالياء إجماع الجميع على الياء في قوله من يأت منكن ومن يقنت فردوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه.
وأما من قرأ بالياء فإنه حمل الكلام على لفظ من دون المعنى ومن قرأ بالتاء فإنه حمل على المعنى دون اللفظ لأن معنى من التأنيث والجمع ومما يقوي قول من حمل على المعنى فأنث اتفاق حمزة والكسائي معهم في قوله نؤتها فحملا أيضا على المعنى ولو كان على اللفظ لقالوا نؤته فكذلك قوله وتعمل كان ينبغي أن يحمل على المعنى وحجة من قرأ نؤتها بالنون هي أن الكلام جرى عقيبه بلفظ الجمع وهو قوله وأعتدنا لها رزقا كريما فأجراه على لفظ ما أتى عقيبه ليأتلف الكلام على نظام واحد.
وحجة من قرأ يؤتها بالياء هي أن الكلام جرى عقيب الخبر من الله في قوله ومن يقنت منكن لله ورسوله فكان قوله يؤتها بمعنى يؤتها الله لمجيء الفعل بعد ذكره.
وقرن في بيوتكن 33
قرأ نافع وعاصم وقرن في بيوتكن بفتح القاف وهذا لا يكون من الوقار إنما هو من الاستقرار قال الكسائي العرب تقول قررت بالمكان أقر فيه لغتان بكسر الراء وفتحها.
واصله واقررن مثل اعضضن فحذفوا الراء الأولى لثقل التضعيف وحولوا فتحتها إلى القاف وحذفوا الألف أيضا لأن القاف تحركت فصار وقرن كما قال هل أحست صاحبك أي هل رأيت والأصل هل أحسست.
وقرأ الباقون وقرن بكسر القاف احتمل أن يكون من الوقار تقول وقر يقر والأمر منه قروا وللنساء قرن مثل عدن وكلن مما تحذف منه الفاء وهي واو فيبقى من الكلمة علن وإن كان من القرار فيكون الأمر اقررن فيبدل من العين الياء كراهة التضعيف كما أبدل في قيراط ودينار فتضمر لها حركة الحرف المبدل منه ثم تلقى الحركة على الفاء فيسقط همزة الوصل لتحرك ما قبلها فتقول قرن كما يقال من وصل يصل صلن والأصل اوقرن فحذفت الواو لأنها وقعت بين كسرتين واستغنيت عن الألف لتحرك القاف فصار قرن على وزن علن ويحتمل أن يكون من قررت في المكان أقر.
وإذا أمرت من هذا قلت واقررن بكسر الراء الأولى فالكسر من وجهين على أنه من الوقار ومن القرار جميعا.
وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم 36
قرأ عاصم وحمزة والكسائي أن يكون لهم الخيرة بالياء لأن تأنيث الخيرة غير حقيقي وهي معنى الخيار وحجتهم إجماع الجميع على قوله ما كان لهم الخيرة ولم يثبتوا علامة التأنيث في كان.
وقرأ الباقون أن تكون لهم بالتاء لتأنيث الخيرة وقد سقط السؤال والكلام محمول على اللفظ لا على لمعنى.
ولكن رسول الله وخاتم النبيين 4.
قرأ عاصم وخاتم النبيين بفتح التاء أي آخر النبيين لأنه لا نبي بعده صلى الله عليه.
وقرأ الباقون وخاتم النبيين بكسر التاء أي ختم النبيين فهو خاتم.
ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء 51
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر ترجيء من تشاء بالهمز وقرأ الباقون بغير همز وهما لغتان أرجأت وأرجيت.
قرأ نافع في رواية ورش تووي بترك الهمزة وقرأ الباقون بالهمز فإن سأل سائل فقال أبو عمرو ترك الهمزة الساكنة نحو يومنون فهلا ترك الهمزة في تووي فقل إن أبا عمرو ترك الهمزة في يومنون تخفيفا فإذا كان ترك الهمزة أثقل من الهمزة لم يدع الهمزة ألا ترى أنك لو لينت تووي لالتقى واوان قبلهما ضمة فثقلت.
لا يحل لك النساء من بعد 52
قرأ أبو عمرو لا تحل لك النساء بالتاء أي جماعة النساء.
وقرأ الباقون لا يحل بالياء أي جمع النساء والنساء تدل على التأنيث فيستغنى عن تأنيث يحل.
إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إنه 53
قرأ حمزة والكسائي غير ناظرين إناه بالإمالة وحجتهما أنه من ذوات الياء من أنى يأني إذا انتهى نضجه والهاء كناية عن الطعام وقرأ الباقون بالتفخيم لأن الياء قد انقلبت ألفا والأصل إنيه فقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها وغير ناظرين نصب على الحال أي غير منتظرين نضجه.
إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلوا السبيلا والعنهم لعنا كبيرا 67 و68 قرأ ابن عامر إنا أطعنا ساداتنا بالألف وكسر التاء جعله جمع الجمع لأن سادة جمع سيد وسادات جمع الجمع فسادة جمع التكسير يجري آخره بوجوب الإعراب ومن قرأ ساداتنا فهي جمع السلامة نصب لجره والتاء مكسورة في حال النصب كقوله أن السموات وقال بعض النحويين سادة جمع سائد مثل قائد وقادة وهي جمع التكسير وليس بجمع سيد لأن السيد يجمع سيدين مثل ميت تقول في جمعه ميتون وأموات كما قال إنك ميت وإنهم ميتون وقال أموات غير أحياء وسائد وسيد بمعنى واحد وسيد أبلغ في المدح.
وقرأ الباقون سادتنا بغير ألف وفتح التاء جمع سيد وقد ذكرنا.
قرأ عاصم والعنهم لعنا كبيرا بالباء أي عظيما فالكبر مثل العظم والكبر وصف للفرد كالعظم.
وقرأ الباقون كثيرا بالثاء أي جما فالكثرة اشبه بالمعنى لأنهم يلعنون بمرة بعد مرة وقد جاء يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. اهـ.